ayoub<3 عضو(ة) شرف(ة)
عدد المساهمات : 70 نقاط التمييز : 218 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 العمر : 31 الموقع : www.lyceefahda.yoo7.com
| موضوع: الاسلام وذوي الاحتياجات الخاصة الأحد ديسمبر 12, 2010 3:07 pm | |
| الاسلام وذوي الاحتياجات الخاصة فئة كبيرة من البشر يعيشونمعنا على سطح هذا الكوكب ، ليسوا غرباء ، بل هم منا، منهم أطفالنا وأولادناوشبابنا ورجالنا و ما ينطبق علىالذكور ينطبق على الإناث ، أصيبوا بابتلاءات متنوعة ، فبعضهم معاق جسميا أو عقلياوالآخر مصاب بضعف أو بطء في مسايرة أقرانه .وقد قدرت منظمة العمل الدولية في تقرير لها عام (2000م ) عدد ذوي الاحتياجات الخاصة بأكثر من (610) مليون نسمة ،(400) مليون منهم يعيشون في الدول النامية ،وحسب تقرير أعده البنك الدولي يشكل المعاقون 10-20 % من نسبة السكان في كل دولة مندول العالم ، وسـوف تزداد هذه النسبة باضطراد خلال السنوات المقبلة بسبب الحروبوالفقر وقلة الرعاية الصحية وقلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة بين البشر ، وحسب المصدرنفسه يصل ذوو الاحتياجات الخاصة في أوربا إلى (40) مليون فرد ، في حين يصل فيأمريكا إلى أكثر من (54) مليون شخص ، وفي روسيا إلى (11) مليون فرد يرتفع إلى (15) مليونا خلال الأعوام القليلة القادمة ، كما تشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن عددذوي الاحتياجات الخاصـة في الوطن العربي يصل إلى أكثر من (30) مليون معوقتشير هذهالإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من المجتمع تحتاج إلى دعم وتوجيه وتربية وتعليموعناية خاصة حتى تتحول إلى فئات منتجة ومفيدة في المجتمع . ومن يطلع على كتب التاريخ ويدرس أنماطالمعيشـة في المجتمعات البشـرية المختلفة يجد فروقا واضحة فيما بينها وتتضح له مدىالتطور الحضاري الذي وصل إليه الإنسان ومدى اقترابه أو ابتعاده من الأخلاقالإنسانية التي يجب أن يتصف بها ليكون جديرا بإنسانيته و يبتعد بها عن كل ما يهبطبها إلى وحل اللاإنسانية .لمحة تاريخية : لقد شهدت مجتمعات روما واسبرطة قديما معاناة المعاقين منالاضطهاد والازدراء والإهمال فكانوا يتركون للموت جوعا نتيجة للمعتقدات الخاطئةالتي كانت سـائدة في ذلك الوقت ، حيث الأعمى ظلام و الظلام شر ، و المجذوم هوالشيطان بعينه ، ومرضى العقول هم أفراد تقمصهم الشيطان والأرواح الشــريرة ، ولميقتصر الأمر على سيادة هذه الخرافات بل أن تراث الإغريق وفلسفتهم ونظرتهم للحياةالاجتماعية وقوانين (ليكورجوس) الإسبرطي و(سولون) الأثيني كانت تسمح بالتخلص ممنبهم نقص جسمي وأعلن (افلاطون)و(أرسط وطاليس) موافقتهما على مثل هذا العمل لأنهم فئةتشكل عبئاً على المجتمع .ويشير ( ديفيد ورنر ) أنه إلى جانب النظرية التطوريةالمعروفة لـ(دارون) عن البقاء للأصلح ومبدأ الانتقاء الطبيعي فإننا نجد (هيربرتسبنسر) قد نادى بصراحة بإبطال تقديم المساعدة عمدا لفئات العجزة تلك الفئات " الكسيحة " في رأيه التي تثقل كاهل الطبقة النشطة بأثقال لا نظير ولا مبرر لها . كما خرجت فيألمانيا فلسفات عنصرية متعالية أطلق عليها فلسفة القوة التي تزعمها ( هيجل ) وفحواها أن المجتمع لا ينمو إلا في ظل القوة وما أسطورة الديموقراطية والاشتراكيةإلا دعوة إلى سيادة طوائف متوسطة أو غير قادرة لتولي شئون المجتمع بما يضر بصالحهذا المجتمع إضراراً بالغاً وأن أصحاب العاهات هم فئة طفيلية وعبء على المجتمع ، وإن اتسمت بالمسالمة والسلبية ، لا تبغي للمجتمع ضررا .ولقد اهتم الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصةاهتماما كبيرا فقد تناول القرآن الكريم هذا الموضوع في بعض آياته ، وتناوله رسولالله (صلى الله عليه وسلم ) في أحاديثه ، وتناول الإسلام طرق الوقايـة من الإعاقة ،كما حدد إطارا عاما لكيفية التعامل معهم ، وأعطاهم حقوقا فيها نوع من المراعاة لهمبسبب ما يعانونه من أوضاع تختلف عن غيرهم من الناس العاديين .صور الإعاقةالمذكورة في القرآن الكريم : وقد ورد في القرآن الكريم ذكر لعددٍ كثيرٍ من صور الإعاقةالشائعة في الناس سواء كانت إعاقةً عضـويةً أم عقليةً أم نفسية ، فقد ذكر : الصمم ،البكم ، العمى ، العرج ، السفه ، أو الإعاقات العقلية ، أنواع الأمراض (كالبرص ) وغيرها ، ومن هذه الأيات على سبيل المثال لا الحصر :- ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَرْجِعُونَ ) (البقرة:18) - ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَىالْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ... ) (النور:61) - ( وَتُبْرِئُالْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ) (المائدة:110) - ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) (التكوير:22) الوقاية من الإعاقة في ضوء الإسلام :للإعاقة أسباب عدةتختلف باختلاف الأفراد فقد تحدث لأسباب وراثية (كالطفرة الجينية مثلا) ، أو لأسبابتتعلق بصحة الجنين أثناء الحمل ( تعرض الجنين إلى أمراض تصيب الأم فتؤثر على المناخالصحي للجنين ) أو بسـبب إدمان الوالدين أو أحدهما ( المخدرات ، الحشيش ، الأفيون ،الخـمور ، عقاقير الهلوسة ، كثرة شرب المنبهات ) أو لأسباب تحدث أثناء الولادة ( الولادة المبكرة أو الأطفال الخدج ، العقاقير التي تعطى للأم أثناء الولادة لتخفيفالآلام قد تؤثر في العمليات الوظيفية لمخ الجنين) ، وهناك أسباب تحدث بعد ولادةالطفل ناتجة عن عوامل تسمم محددة أو التعرض للأشعة ومن أسباب حدوث الإعاقة التعرضللحوادث التي تقع في البيت أو في العمل أو حوادث الطرق والسيارات أو بسبب الحروب .ولقد وقف الإسلاممن أسباب الإعاقة مواقف تقوم على الوقاية والابتعاد عن مسبباتها : 1 – الوقاية منالأسباب الوراثية : من أهم ما تدعو الشريعة الإسلامية إلي المحافظة عليه هو (النسل) ، ويعتبر أحد الضرورات الخمس التي جاء الإسلام للمحافظة عليها ، وقد دعاالأنبياء (عليهم السلام ) ربهم أن يرزقهم ذرية طيبة ، ويدعو المؤمنون ربهم قائلين : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ اقُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان:74) ولا تكونالذرية قرة عين إذا كانت مصابة بإعاقة ما ناقصة بعض الأعضاء أو متخلفة العقل ، وقدورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال " تخيروا لنطفكم فإن العرق دسـاس " ،وقد تنبه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى مخاطر الزواج من الأقارب إذا تكرر فقال : " اغتربوا لا تضووا " أي تزوجـوا الغريبات حتى لا يضعف النسل ، بل أن بعض علماءالدين قد كرهوا زواج الأقارب لهذا السبب ومنهم الإمام الشافعي وخاصة إذا انغلقتالأسرة أو القبيلة على نفسها لا تزوج أحد إلا من أفرادها فذلك أدعى لظهور الأمراضالوراثية المتنحية . لذا فلا مانع من الفحص الطبي قبل الزواج خشية أن يحملالزوجان نفس العامل المرضي فتزيد نسبة احتمالات إعاقة عند الأطفال . 2– رعاية الأمالحامل :إن رعايةالأم الحامل رعاية صحية دقيقة أثناء الحمل يمنع كثير من المضاعفات والإصاباتوالتشوهات والأمراض التي قد تصيب الجنين بالإعاقة .3 – الوقاية من الأمراض : إن الدين الإسلاميدين إيجابي يطالب الإنسان الصحيح أن يحافظ على صحته ويحمله مسئولية هذه المحافظة ،كما يطالب المريض بالبحث عن الدواء ويحثـه على أن يتطبب ، و ولقد دعا الإسلام إلىالقوة وحـفظ الصحة الوقائية والعلاجية وحارب الضعف سواء أكان قاصراً أم متعدياً إلىالسلالات ولاسيما ما ينشأ من الآفات التي تتصل بوهن البدن أو ضياع العقل،يقول الرسول (صلىالله عليه وسلم) : " فر من المجذوم فرارك من الأسد " .4 – النظافة :كثير من أسباب الإعاقة التي تصيب الإنسانتكون نتيجة إهمال النظافة : نظافة البدن أو المأكل أو المشرب أو الملبس أو البيئةوالأدلة على اهتمام الإسلام بالنظافة كثيرة ولا تحصى وفيما يلي ذكر لبعض منها :يقول الرسول (صلىالله عليه وسلم) : " الطهور شطرُ الإيمان " ، ويقول : " خمس من الفطرة : الختان ، والإستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظافر،وقص الشارب " ونهى الرسول (صلى الله عليهوسلم ) عن التبول في الماء الراكد والجاري ، كما نهي عن التغوط في الماء وقارعةالطريق وفي الظل .واهتمام الإسلام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة تزهر بهكتب فقه الطهارة والغسل والوضوء ، فمن حق الإنسان أن يعيش في مجتمع نظيف وأن يحيافي مكان طاهر تتوفر فيه شروط الحياة السليمة : مثل الإضاءة الجيدة ونظافة الأثاثوالأرضيات والأكل والبيئة .5 – الغذاء :لابد من التأمين الغذائي للأم الحامل وللأطفال ولجميعالأفراد وذلك حتى تجنبهم الإصابات بأي نوع من أنواع الإعاقة ، يقول الله تعالي : (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ .. ) (طـه:81) ، ويقول تعالى : ( يَسْأَلونَكَمَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ) (المائدة:4) ، ونهىالإسلام عن الإسراف في الطعام قال الله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوازِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُلا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31) ، كما أنه حرم أنواعا من الطعام ضـارةومؤذية ، يقول الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُالْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَ ةُوَالْمَوْقُوذَة ُ وَالْمُتَرَدِّي َةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُإِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) (المائدة:3) 6 – اجتنابالعلاقات غير المشروعة :قال الله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُكَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) (الاسراء:32) ، وقال سبحانه : ( وَلاتَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) (الأنعام:151) إن هناكأمراضا كثيرة تنتشر بسبب العلاقات غير المشروعة وأشهرها وباء (الإيدز) ، قال رسولالله (صلى الله عليه وسلم ) : " وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشىفيهم الطاعون والأوجـاع التي لم تكن في أسلافهم " والطاعون في اللغة العربية هوالمرض الفتاك .7 – اجتناب الخمور والمخدرات :حرم الدين الإسلامي الخمر لما فيها من أضرارجسيمة على الإنسان ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَاالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِالشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) وقد نهى رسولالله (صلى الله عليه وسلم) عن كل مسكر ومفتر ، والمخدرات بجميع أنواعها وسـائرأسمائها من أخطر الأمراض التي تضر الفرد والمجتمع ، وإدمان الخمر والعقاقير المخدرةمن أهم أسباب الإعاقة سواء للشخص الذي يتعاطاها أو لما تبين من آثارها على الذرية ،وموقف الإسلام واضح في منعها .8 – الوقاية من الحوادث المختلفة :لقد تطرق الإسلامإلى وجوب اتخاذ الحـذر للسلامة من الحوادث التي تسبب الإعاقة للإنسان عموماوللأطفال خاصة ، قال عليه الصلاة والسلام : " إذا مَّر أحدكم في مسجدنا أو في سوقناومعه نبل فليمسك على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء " .ومن المعروف أنإصابات الحوادث بأنواعها من أسباب الإعاقة ، وقد وضع الإسلام القواعد الأساسيةللوقاية من الحوادث في المجتمع ، ويقوم علم السلامة على قاعدة أن الحوادث لا تقعمجرد قضاء وقدر بل هي نتائج لأسباب يمكن تلافيها ، والإسلام لا يكتفي بأن لا يكونالمسلم مصدر ضرر للآخرين بل يطالبه بأن يتخذ موقفا في إزالة الأسباب التي قد ينتجعنها الضرر ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " وإماطة الأذى شعبة من شعبالإيمان " ، وفي حديث آخر يقول عليه السلام : " إرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة " ، إن وقاية النفس من الأذىقاعدة إسلامية صريحة وردت في القرآن الكريم وفي سنة رسوله ، قال الرسول (صلى اللهعليه وسلم : " لاتتركوا النار في بيوتكم حين تنامون " .9 – الوقاية من حوادث الحروب :يجب على الدول التي تقع بينها الحروب إبعادالأطفال تماما عن ميادين القتال مشاركة فيها أو السكن والإقامة بالقرب منها ، كمايجب الاتفاق عالميا على منع استعمال الألغام لأنها سبب رئيسي في انتشار المعاقين فيالعالم ، ولقد ثبت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يبعد ويمنع الأطفال منالمشاركة في الحروب والغزوات وذلك لعدم قدرتهم على القتال و لتجنبهم الإصاباتالمختلفة التي قد تسبب الإصابة . حكم العناية بذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام :العناية بذويالاحتياجات الخاصة والقيام بأمرهم من فروض الكفاية على الأمة إذا قام به بعضهم سقطالإثم عن الباقين ، وإذا لم يقم به أحد كان الجميع آثمين .التعامل معذوي الاحتياجات الخاصة في ظل الإسلام : لقد بلغت رعاية الإسلام للمعوقين حداً بالغاً من السمووالرفعة ، ولا أدل من ذلك قصة الصحابي الجليل (ابن أم مكتوم) الذي نزلت من أجلهالآيات الكريمة (عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ، وَمَا يُدْرِيكَلَعَلَّهُ يَزَّكَّى ، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ، أَمَّا مَنِاسْتَغْنَى ، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) (عبس:1-6) ففي هذا الآيات عاتب الله سبحانهوتعالى فيها نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو أفضل خلقه والنموذج الفريد فيالرحمة والتعاطف والإنسانية وهي السمات التي أكدها القرآن الكريم بقوله : ( لَقَدْ جَاءَكُمْرَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْبِالْمُؤْمِنِين َ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة:128) ومنذ ذلك التاريخ وتقدير واحترام المعوقينتوجه إسلامي وقيمة دينية كبرى حظي في ظلالها المعوقين بكل مساندة ودعم وتقدير ، حتىوصل بعضهم إلى درجات كبيرة من العلم والمجد والنبوغ .ولقد حرم الإسلام كل ما يخل بتكريم الإنسانالذي جعله مكرما في آدميته ، فجعل من المحرمات والكبائر السخرية والاستهزاء والهمزبأي وسيلة كانت قال الله تعالي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْقَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْنِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاتَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْلَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11) وحينما ضحك بعض المسلمين من ساقي (عبداللهبن مسعود) النحيلتين يوم صعد نخلة رد عليهم الرسول الكريم : " تضحكون من ساقي ابنمسعود !! لَهُمَا أثقل في الميزان عند الله من جبل أُحد " لقد نهى القرآن الكريمونهي النبي (صلى الله عليه وسلم) نهيا عاما أن تتخذ العيوب الخلقية سببا للتندر أوالعيب أوالتقليل من شأن أصحابها . و يجب أن يعطى المعاق حقه كاملا في المساواةبغيره ليحيا حياة كريمة فلا يفضل عليه أحمد مهما كان مركزهالاجتماعي.ومن أدلةرعاية الإسلام للمعوقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة أنه خففَّ عليهم في بعضالالتزامات الشرعية بقدر طاقاتهم ، يقول الله تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىحَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ... ) (النور:61) يقولالإمـام القرطبي في ( الجامع لأحكام القرآن ) : "إن الله رفع الحـرج عن الأعمى فيمايتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر ، وعن الأعرج كذلك بالنسبة لما يشترط فيهالمشي وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج ، وعن المريض فيما يؤثر فيه المرض فيإسقاطه أي في تلك الحال لأيام آخر أو لبديل آخر ، أو الإعفاء من بعض شروط العبادةوأركانها كما في صلاة المريض ونحوهم ، فالحرج عنهم مرفوع في كل ما يضطرهم إليهالعذر فيحملهم على الأنقص مع نيتهم بالأكمل" ، أما في الأركان فلا تجوّز حيث لميقبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يصلي ابن أم مكتوم في بيته. إن حكمة اللهورحمته بعباده اقتضت اختلاف النظرة إلى بعض الفئات :فإما أن يكون الموقف منها هو الإعفاء المطلقمن المسئولية والتكليف كما في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " رفع القلم عنثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل " وأمابالتخفيف من المسئولية وإيجاد الرخصة المبيحة أو المسقطة في بعض الأمور التي تجبعلى الآخرين بأصل التكليف ، وهو ما نجده في بقية المعوقين كل بحسب صورة العائقومداه .ومن حقوقالمعاقين الكفاية المعيشية وحفظ أموالهم ، فالنفقة وتحصيل الكفاية المعيشية واجبةعلى ولي المعاق ولا يجوز له الهروب من هذه المسئولية ، وقد يكون للمعاق مال فيجبحفظ ماله و تنميته و استثماره له إن أمكن ولا يجوز تبديده أو إنفاقه دون وجه حق ،قال تعالى ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُلَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاًمَعْرُوفاً) (النساء:5) . ومن الحقوق التي ذكرها القرآن الكريم لذوي الاحتياجاتالخاصة لهم أن يأكلوا من بيوت أهلهم أو أقاربهم دون أن يجدوا في ذلك غضاضة أو حرجا، قال تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌوَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْبُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِإِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِعَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَامَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْتَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواعَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (النور:61) كما أن تعاليمالإسلام توجب عدم تجاهل المكفوف ولو يحس بوجودنا ، وفي هذا يقول الرسول ( صلى اللهعليه وسلم ) " ترك السلام على الضرير خيانة " ، ومفهوم بعض العلماء لهذا الحديث أنهلا يقتصر على السلام فحسب وإنما هو ضرب مثل لخطورة إهمال المبصر حق الكفيف ، فعدمإرشادنا له خيانة ، وعدم السؤال عنه خيانة ، وعدم معاونته فيما يحتاج إليه خيانة .. ألخ .خصائص منيتولى رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة :يحث الإسلام كل من يتولى رعاية ذوي الاحتياجات الخاصةسواء أكان من الأســرة أم عاملاً في مؤسسة لرعاية ا ذوي الاحتياجات الخاصة أن يكونمتصفا بصفات وخصائص مهمة جدا حتى يستطيع بواسطتها القيام بمهمة رعاية وخدمة هـذاذوي الاحتياجات الخاصة ، وإذا توفرت هذه الصفات في القائمين على ذوي الاحتياجاتالخاصة فإننا نضمن الحياة الكريمة لهم ، ونستطيع بالتالي أن نساعده على التغلب علىإعاقته ومن ثم دمجه في المجتمع فبعيش الحياة الكريمة شأنه شأن أي إنسان آخر وهذهالصفات هي : 1- الإيمان بالقضاء والقدر : الإيمان بالله ربا وخالقا وشارعاً ، وأنه العليم الخبيربما ينفع ويصلح عباده وأنه الذي قدر معايشهم وأعمارهم وأرزاقهم وأنه لا يقدر أحدعلى نفع أحد أو ضره إلا بما شاء الله وقدر ، وهذا الإيمان يعطي المسلم راحة نفسيةتجعله راضـيا بقضاء الله وقدره ، مرتبطا مع الله بالعبودية والرجاء ، حريـصا علىاتخاذ الأسباب التي توصل إلى الأهداف ، معلقا قلبه بالله الذي بيده مقادير الخلقجميعا . 2- تحمل المسئولية : يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : " كلكم راع وكل راعمسئول عن رعيته " ، فعلى من يتصدى لرعاية المعاق أن يتحمل مسـئولية ما يقوم به علىأكمل وجه ، وهذا يدعو ألى أن تتعلم أسرة المعاق شيئا عن كيفية معاملة المعاقين وكيفية تربيتهم ورعايتهم حتى تؤدي هذه المسئوليـة على أحسن وجه ، يقول رسول الله " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " ، و يجب على دور رعايـة ذوي الاحتياجاتالخاصة أن تكون مؤهلة لتحمُّل مسـئولية رعايتهم وذلك بتعيين المتخصصين من أطبـاءوممرضين وأن نكون هذه الدور مجهزة بأحدث الوسائل اللازمة لرعايتهم .3- الصبر : لقد جاءت كثير منالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو الإنسان إلى الصبر على ما يقابل منعنف وإيذاء في سـبيل إصلاح الآخرين ومساعدتهم ، قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصـابتهسراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " ، وإن إصابة الإنسانبالإعاقة نوع من الابتلاء له ولأهله عليهم أن يصبروا ويتقوا ، قال تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الانبياء:35) ، ومجرد معرفة المؤمن بأن الإبتلاء قدر من الله لحكمة يعلمها جلجلاله فذلك يملأ النفس بالعزاء ويمنحه الطمأنينة ، قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْمُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِأَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، كَيْ لا تَأْسَوْا عَلَىمَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّمُخْتَالٍ فَخُورٍ ) (الحديد: 22 و 23 ) ، لـذا فإن اليـأس و القنوط والهروب منرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة يتنافى مع روح الإسلام ، يقول الله تعالى : ( إِنَّهُلا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (يوسف:87) ،كذلك لابد أن يتصف راعي المعاق بالرحمة فإذا امتلأ قلبه والعطف والحنان على المعاقفإنه سوف يقبل على مساعدته دون تضجر أو ملل وخاصة إذا كان الإسلام دين الرحمة بكلمعانيها وأبعادها فالله تعالى من أسمائه الرحمن الرحيم ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُوالرَّحْمَةِ ) (الكهف:58) ، و من الأحاديث النبوية " لا تنزع الرحمة إلا من شقي " و " الراحمون يرحمهم الرحمن " ، " ارحموا ترحموا " .4- الحلم : الحلم صفة من صفات الإنسان الذي يتعامل معذوي الاحتياجات الخاصة ، يستطيع بها التغلب على كثير من الصعاب والعقبات التي تقفأمام ذوي الاحتياج الخاص ، فالإنسان حينما يتحلى بهذه الصفة يسيطر على الحوادث التيتواجهه في رعاية هذه المريض أو المعاق ، وإذا ما فقد الإنسان صفة الحلم فإنه يفقدالسيطرة على الأمور ويسبب ذلك أضرارا جسيمة للمعاق ، ونقصد بالحلم هنا القدرة علىضبط النفس وتحمل الأذى والعفو عن المتسبب فيها سواء كان مريضا أو معاقا .5- الإحسان :كذلك فإن مجموعةالفضائل والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها من يقوم برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة هيالإحسان ، وهي كلمة جامعة لمعاني الخير ، لذلك نجد أن الآيات والأحاديث الكثيرةتأمر وتحث على التمسك لهذا الخلق الكريم ، قال تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195) وقال : ( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُإِلَيْكَ ) (القصص:77) ، وقال : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (المؤمنون:96) .6- الإيثار : لابد أن نؤثر ذويالاحتياجات الخاصة على أنفسنا، فإعاقته تدفعنا لمساعدته ولتقديمه على أنفسنا وعلىإخوته الأصحاء حتى نرفع من حالته النفسية ن ولعل ذلك يساعده على الشفاء أو علىالأقل في الاندماج مع الأسرة أما إذا أهمل بسبب الإعاقة فإن ذلك قد يسبب له أمراضانفسية تزيد من حالته تعقيدا ، والإيثار خلق إسلامي أمرنا به القرآن الكريم والرسولالكريم وهناك كثير من الآيات والأحاديث في هذا لمجال نختار منها قوله تعالي : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَشُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9) إضاءات منالمجتمع الإسلامي عبر التاريخ في تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة :لقد تميزالمجتمع الإسلامي بنظرته الإيجابية إلى المعوقين ، فخصص لهم من يساعدهم على الحركةوالتنقل وإنشاء المستشفيات ، فالمسلمون ملزمون دينيا بالتعامل مع المعاقين علىقاعدة التضامن والتكافل والمساعدة ، فعبر التاريخ يجد الإنسان صفحات مشرقة فيالتعاملمع ذوي الاحتياجات الخاصة ، فقد اهتم الخلفاء المسلمون بهم في مختلف العصور، ونستعرض هنا بعض جوانب هذا الاهتمام : • من التقاليد الإسلامية العظيمة العناية والرعاية بجميعالفئات المحتاجة والحـرص على معاملة هؤلاء بكل ما يستحقونه من رعاية .. بل ونادتصحية الإسلام بمبدأ هام لم ينبه إليه العالم إلا بعد أكثر من أربعة قرنا من ظهورالإسلام وهو تقرير حق هؤلاء المعوقين في أموال الناس وأمـوال بيت المال و تقريرواجب الدولة في مد سلم الرعاية لهم ، وأكبر دليل على الاهتمام البالغ للعهدالإسـلامي بأمـور المعوقين و توفير الخدمات الطبية لهم والاجتماعية لهم أن الخليفةالأموي ( عمر بن عبدالعزيز ) أمر بإجراء إحصـاء للمعوقين و تخصيص قائد لكل كفيف ،وخادم لكل مقعد لا يقوى على القيام وقوفا (أداء الصلاة وقوفا ) • ذكر محمد بن جريرالطبري في كتابه ( تاريخ الرسل والملوك ) : أن الخليفة الأموي ( الوليد بن عبدالملك ) هو أول من أنشأ بيمارستان (مستشفى ) بمعناه الصحيح في الإسلام ، فجعل فيه الأطباءوأجرى لهم الأرزاق ، وأمر بحبس المجذومين في مكان محدد لئلا يخرجوا وينشروا العدوىوقال لهم " لا تسألوا الناس " ، وأغناهم عن سؤال الناس ، فقد أوقف عليهم بلدا وأجرىعليهم وعلى العميان الأرزاق. وأعطى كل مقعد أو كسيح خادما ، وكل ضرير قائدا يقوده .• دور خاصةبذوي الإعاقات العقلية ( المجانين / المعتوهين ) : تأسست هذه الملاجئ في أوائل التاريخالإسلامي خاصة في عهد الخلافة الأموية ، لأن المسلمين كانوا يعتبرون المعتوهينمعدمين و عالة على الدولة ، ولأن إصابتهم بقضاء الله وقدره فقـد تحملت الدولةأعبـاء حاجاتهم وعاملتهم برفق ، فعينوا لهم الأطباء لخدمتهم والسهر على راحتهم ،وقد وجد أحد هذه الملاجئ في ( دير حزقيال) بين واسط وبغداد ( في العراق ) ، وكان (المبرد ) يتفقده طوال حكم الخليفة ( المتوكل ) . وقد كانوا يفردون بيوتا خاصة فيالمستشفيات الكبرى لهؤلاء المرضى ، وكانت نوافذ أكثر الغرف مشبكة بالحديد ، وكان ( أحمد بن طولون ) في مصر يركب بنفسه كل يوم جمعة ويتفقد البيمارستان (أي المستشفى ) المعروف بإسمه ( بيمارستان طولون ) ويلتقي بالأطباء وينظر إلى المرضى والمحبوسين منالمجانين . وقد جاء في صك الأوقاف التي حبس ريعها لصالح (البيمارستان النوري أوالعتيق ) بمدينة (حلب في سوريا ) أن كل مجنون يخص بخادمين ينزعان عنه ثيابه كل صباح، ويحممانه بالماء البارد ، ثم يلبسانه ثيابا نظيفة ، ويحملانه على أداء الصلاة ،ويسمعانه قراءة القرآن على قارئ حسن الصوت ، ثم يفسحانه في الهواء الطلق .• كذلك سلاطينالعصر المملوكي كانوا يشيدون البيمارستانات الخاصة لعلاج المعوقين والمرضى ، وسواءتم شـفاؤهم أو تعثر ، ذلك فإنهم يمنحون المال اللازم لمواجهة نفقات الحياة ، وكانالسلطان ( قلاوون ) في مقدمة هؤلاء السلاطين الذين شيدوا المؤسسات العلاجيةللمعوقين .• ولميتقصر هذا الإهنمام على الحكام فقط بل إن الأدباء والكتاب ألفوا عن هذه الفئة كتباتتحدث عنهم وعن صفاتهم ومآثرهم ، ومن هذه الكتب على سبيل المثال :- كتاب البرصانوالعرجان والعميان والحولان ، تأليف : أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ .- كتاب أصحابالعاهات ، تأليف : الهيثم بن عدي .- كتاب نكت الهيمان في نكت العميان ، تأليف : صلاح الدينالصفدي .- كتابالشعور بالعور ، تأليف : صلاح الدين الصفدي .- كتاب المعارف ، تأليف : ابن قتيبة .ومن يطلع علىهذه الكتب وغيرها يدرك سعة أفق أصحابها في نظرهم وتناولهم لموضوع ذوي القدراتالخاصة فلم يقصروه على عالمي المكفوفين والصم فقط .• إن من ذوي الاحتياجات الخاصة قادة و علماءومصلحين وفلاسفة وشعراء وأطباء وأدباء أكثر مما نتصور ، نذكر هنا بعضا منهم علىسبيل المثال لا الحصر :الأحنف بن قيس – عمران بن الحصين – ابن سيرين – الكميت بنزيد الأسدي – سليمان بن عبدالملك – سلمة بن دينار – الإمام الترمذي – أبوالعلاءالمعري – ابن سيده – الزمخشري – ابن منظور .. الخ .ويلاحظ أن إعاقات هؤلاء متنوعة فقد كان منهم : الأعمى والأصم والأعرج والأعشى والأعور والأحول والأحنف والأحدب والمفلوجوالمبتور ... ألخوإنهم برزوا في مجالات متنوعة : العلم ، الفقه ، التفسير، الأحاديث الشريفة ، الأدب ، الشعر ، الخطابة والقضاء ، والحكم والخلافة ... ألخكما امتازوا بأخلاقرفعت من درجتهم واحترام الناس لهم ، فقد كانوا من العقلاء ، الأبطال ، أصحابالسيادة والحلم والحزم والمروءة والصبر على البلاء والورع والتواضع والحفظ .. ألخ .و هناك كتب كثيرةفي الوقت الحاضر تناولت هذا الموضوع بالبحث والدراسة منها على سبيل المثال : - مسلمون هزمواالعجز ، أحمد سويلم- أشهر المعوقين في العالم ، زهير جمجوم- معجم الأدباء ذويالعاهات أعلام الجبابرة ، كارين صادر .- عظماء ومشاهير معاقون غيروا مجرى التاريخ ، أحمدالشنواني .
| |
|