خيــــــــــانة بين القبور

تتبع خطاها .. كان متأكدا أن خروجها المستمر ودائما في نفس الموعد ليس عاديا، و إحساسه بخيانتها
كان يكبر في داخله يوما بعد يوم، رغم انها كانت له ولابنهما الوحيد نعم الزوجة والأم ..
ركنت سيارتها عند محل لبيع الزهور، رآها تدخل و تشتري أجمل الباقات.
تطور شكـه .. صرخة في أعماقه تشق طريقها نحو الخروج ليستغيث بمن حوله ،ليلعنها أمام الملأ ..
لكنه تمالك أعصابه ليرى الخيانة كاملة بعينيه..
لم يثق بها يوما فمنذ تزوجا و هواجس الشك لا تفارقه، فمــن تنسى زوجها الأول بعد قصة حب
أسطورية وتتزوج و تعطي كل حنانها من جديد لرجـل آخر مهما كان ، فهي لا تعرف الحب وتستطيع
أن تخون ..
ضرب رأسه بكلتا يديه : أووو .. كيف أوقعتني في شراكها وكيف أحببتها هكذا جنون .. ولماذا كالأحمق أتزوجها ؟
قطع حبل أفكاره نزولها برشاقة من السيارة ..
لفت إنتباهه تلك النظارة السوداء التي تضعها ، خيل إليه أنها إحدى أدوات الخيانة لتختبئ من ورائها وتخبئ داخلها خستها و غدرها ..
تبعها كظلها لمكان الجريمة ..
آه .. صرخ وبركان من الغضب و الغيرة و الخيبة ينفجر من أحاسيسه ..
رآهــــــــــــا ..
قدمت له الورود .. همست له :
- آه حبيبي هل تذكر حبنــا ؟
- هل تذكر لمساتنــا و آهاتنــا و ليالي الجنون ؟
- آه كــم أفتقدك
إنها ترتمي بين أحضانه وتبكي ..
صـــــــرخ عاجزا :
- الخائنــة .. تخونني بين القبور
ياليتني لم أراها .. يا ليتني لم أراها ..