إن الفلسفة في مجملها دراسة للمفاهيم، لذا ينبغي على مدرس الفلسفة أن يكون حاملا لرصيد مفاهيمي يستقيه من المعاجم الفلسفية بالخصوص لارتباطها بالمادة، والمفهوم الفلسفي كمعرفة عالمة يحتاج بدوره إلى المعجم أي إلى الشرح والتبسيط والتحليل، وبلغة ابن منظور يحتاج إلى الإضافة مادام الشيء يحتاج إلى المضاف إليه ليعرف.
وانطلاقا من دراستنا المفاهيم الواردة في الكتاب المدرسي -منار الفلسيفة جدع مشترك- نجد فقرا في تعريف لمفاهيم فقد عرف مفهوم واحد ومع ذلك ففي تعريفه لم تتم الإحالة للمصدر أو المرجع ونرى أن هذا نقص في إنجاز العمل. فالمتعلم الذي يدرس قد يكون متوفرا على ذلك المرجع أو المصدر في المنزل ولو تمت الإحالة إليه لذهب إليه التلميذ مسرعا طلبا لإشباع حبه للمعرفة والبحث، إذن فهذا إهمال في الإشارة إلى مرجع المفهوم المعرف في الهامش أو في أواخر الصفحات. تعريف الكتاب المدرسي:
يعتبر الكتاب المدرسي أداة تعليمية مشتركة بين الأستاذ و التلميذ، فهو يوفر لهما كلا حسب دوره، مادة يشتغلان عليها و يستثمرانها و يحولانها إلى درس، وتبقى مهمة إعداد الدرس و تحديد خطواته، و تشغيل التلميذ و إشراكه مهمة المدرس و يجب التأكيد في هذا على أن الكتاب المدرسي لا يقدم درسا منجزا لأن الدرس ينجز في القسم فهو عمل شامل يبنى مع التلاميذ و يرتبط بمهام المدرس التي تتمثل في الإعداد و التكوين والتنشيط و التوجيه...فالكتاب المدرسي لا يعوض عمل المدرس، بل هو إحدى أدوات عمله ومن ثمة فهو يقدم حدا أدنى للاشتغال و التشغيل و في هذا الإطار ابتعد الكتاب المدرسي عن تقديم درس جاهز و نهائي، و اكتفى بتقديم مادة معرفية و بيداغوجية قابلة للاستعمال من لدن التلميذ والأستاذ معا و لذا تم الحرص على أن يكون الكتاب سهل الاستعمال، بسيطا و إجرائيا و مركزا على عناصر و قضايا و تمارين بإمكانها تشغيل التلميذ و مساعدة الأستاذ على إنجاز درسه.
و بعد أن يحصل نوع من التغير على الكتاب المدرسي لم يعد هو ذاك العمل الموجه للأستاذ، بل صار موجها بالدرجة الأولى للتلميذ، مما يفرض ضرورة احترام معايير نظرية وبيداغوجية أساسية.
و تتحدد قيمة المضامين المقترحة باعتبارها تنظم سيرورة محددة للتعلم سواء من حيث تنظيمها للمحتويات، أو من حيث تصورها للأنشطةالتعليمية المندمجة.